كل يوم، تنتظر النساء والفتيات في مخيم آل شبوان بمحافظة مأرب في اليمن، حلول المساء، ليقطعن مسافة طويلة في الخلاء حتى يصلن إلى السائلة، حيث يقضين حاجتهن، فالمراحيض في المخيم تشترك فيها أكثر من أسرة، ما يجعل الحفاظ على الخصوصية، احدى القيمة الاجتماعية الأكثر صوناً في المجتمع اليمني، أمراً صعب المنال.
جمعة صالح الجيشي، إحدى النازحات الشابات في المخيم، نزحت هي وأسرتها المكونة من عشرة أفراد من محافظة الجوف ثلاث مرات على التوالي خلال الثلاث سنوات الأخيرة، تقول: "أن نساء وفتيات المخيم قد تأقلمن مع وضعهن الحالي على الرغم من شحة الخدمات فيه، إذ أوجدن بعض الحلول الذاتية". غير أن الجيشي، في الوقت نفسه، تطلب من الحكومة والمنظمات الانسانية الدولية والمحلية توفير المراحيض لكل أسرة في المخيم. وأضافت: "هكذا، سيكون حالنا أفضل".
وضع الحلول المستدامة عبر تعزيز الأصوات المحلية لربط التدخلات الانسانية في اليمن بعمليات التنمية وبناء السلام وادراجها في البرامج والخطط، هو ما تقوم به مؤسسة إطار للتنمية الاجتماعية وشركاؤها في مأرب (مؤسسة بناء للتنمية)، عدن (اتحاد نساء اليمن)، تعز (منظمة بلاحدود للتنمية) وحضرموت (مؤسسة وعي)، ضمن مشروع "حوار العمل الانساني والسلام للنازحات والفتيات باليمن"، بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة (UN Women)، وبتمويل من صندوق الأمم المتحدة للنساء والسلام والعمل الانساني (WPHF).
هذا الفيديو القصير، الذي تم تصويره ميدانياً، ينقل لكم/ن مشهداً من الحقوق المهملة، وأثر ذلك على حياة النساء والفتيات اليمنيات. كذلك ينقل الجهود المبذولة من الحكومة ومنظمات المجتمع المدني المحلية والفاعلين الدوليين للاستجابة.
إلا أن الاستجابة لصوت جمعة الجيشي في أن يكون وضع النساء والفتيات النازحات في اليمن أفضل قد يكون مهمة أكثر تعقيداً نظراً لتناقص الدعم المالي للتدخلات الانسانية عاماً بعد عام في اليمن، وهو ما يتطلب شراكة فاعلة بين جميع الفاعلين المحليين والدوليين في مختلف القطاعات وعلى مختلف العمليات للوصول لحلول مستجيبة للسياق اليمني وحامية لكرامته، مثال الحق في الخصوصية عند النساء والفتيات اليمنيات، وما يوفره من حقوق أخرى كالحماية من التعرض للعنف والوصول للتعليم والعمل والمشاركة المجتمعية.
روابط الفيديو :
رابط النسخة العربية:
https://www.youtube.com/watch?v=wxJp08JHv0s&t=3s
رابط النسخة الإنجليزية: