صحافة

غريفيثس : العالم يواجه أكبر أزمة غذاء في التاريخ الحديث فيما تتعرض المرأة للهجوم الوحشي في العديد من الأماكن

post-img

متابعات:

قال منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة إن العمل الإنساني ليس كافيا بمفرده. وشدد على إمكانية وقف الصراعات ومعالجة حالة الطوارئ المناخية والمجاعات والاستعداد لحالات الطوارئ المقبلة، من خلال العمل المشترك- المصحوب بالإرادة السياسية.

جاءت تصريحات مارتن غريفيثس- وهو أيضا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية- خلال حديثه في منتدى الرياض الدولي الإنساني الاثنين الماضي الذي عقد تحت شعار "المشهد الإنساني المتطور لعام 2023 وما بعده".

وتحدث وكيل الأمين العام عن صعوبة المشهد الإنساني والتحديات التي يتسم بها، وقال "تتصاعد الاحتياجات في جميع أنحاء العالم. وتتراكم الأزمات الإنسانية فوق بعضها البعض، ويتطلع اليائسون إلينا في وقت الحاجة".

وقال غريفيثس إن العالم يواجه أكبر أزمة غذاء في التاريخ الحديث، وإن المجاعة تطرق العديد من الأبواب، فيما تتعرض حقوق الإنسان، وخاصة حقوق المرأة، للهجوم الوحشي في العديد من الأماكن، مما يؤدي إلى معاقبة مجتمعات بأكملها. و"تتصاعد التوترات في الأماكن التي ظلّ فيها الظلم يتفاقم لعقود. الحرب الضروس في أوكرانيا على وشك أن تدخل عامها الثاني. واليوم يصادف مرور أسبوعين على الزلازل في تركيا وسوريا التي أودت بحياة عشرات الآلاف وتسببت في دمار يفوق الوصف".

 ثلاثة أسباب رئيسية

وسلط غريفيثس الضوء على بعض الإحصائيات العالمية، وقال: "يحتاج حاليا أكثر من 350 مليون شخص حول العالم إلى المساعدة الإنسانية. نحن بحاجة إلى ما يقرب من 54 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الأساسية للأشخاص الأشد تضررا بينهم. لكننا نتوقع، من واقع التجربة، أننا لن نتمكن سوى من جمع نصف هذا المبلغ بالكاد. يقفز عدد المحتاجين سنويا، وتقفز معها المبالغ التي يتعين جمعها".

وأشار إلى أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية لذلك: أولا، لا تنتهي الحروب القديمة إلا وتبدأ حروب أخرى جديدة. وتستمر النزاعات وتصبح ممتدة. ثانيا، تؤثر حالة الطوارئ المناخية بشكل أسوأ على الأشخاص الأكثر ضعفا. نحن في سباق دائم للتخفيف من تأثيرها. ثالثا، الانهيار الاقتصادي- الذي غذته أولا جائحة كوفيد-19 ثم الحرب في أوكرانيا - يدفع ملايين الأشخاص إلى حافة الهاوية.

وبينما تتزايد هذه الأزمات الكبرى، فإن الموارد اللازمة للاستجابة لها لا تتماشى مع حجمها.

تمويل غير مسبوق

وقال منسق الإغاثة الطارئة "ليس مفاجئا أننا بحاجة إلى مزيد من الموارد لإنقاذ الأرواح اليوم، فعلى الصعيد العالمي لا يعرف أكثر من 222 مليون شخص متى أو حتى ما إذا كانوا سيأكلون وجبة أخرى. خمسة وأربعون مليون شخص هم بالفعل على شفا المجاعة. معظمهم من النساء والأطفال. هذه مجرد إحصاءات مفزعة للقلوب".

وأشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة- واستجابةً لهذه الحالات الطارئة- أعلن عن تخصيص مبلغ غير مسبوق قدره 250 مليون دولار من صندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ.

وأوضح أن هذه الأموال ستتيح اتخاذ إجراءات مبكرة واستباقية لمواجهة الأزمات في طور التكوين، بما في ذلك المجاعات، معربا عن شكره للمانحين الذين ساهموا في الصندوق المركزي لجعل هذا التخصيص الضخم ممكنا.

"نحن لا نستسلم"

وقال مارتن غريفيثس إننا وبصفتنا عاملين في المجال الإنساني سيكون تضامننا دائما مع الأشخاص الذين نخدمهم، مشيرا إلى أن دورنا يتمثل في الاستماع إلى المجتمعات والمنظمات المحلية التي تعتبر أول الجهات المستجيبة، وغالبا المستجيبة الوحيدة في الخطوط الأمامية.

وأضاف غريفيثس: "تفويضنا وشعارنا هو 'نحن لا نستسلم'. ولكن للاضطلاع بهذه الولاية، نحتاج إلى مساعدتكم بطرق عملية وملموسة. نحن بحاجة ماسة إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحروب والصراعات التي نعرفها والحيلولة دون اندلاع نزاعات جديدة. أشكر كل أولئك الذين يدفعون من أجل السلام على جميع المستويات".

تغير المناخ

وفي هذا الصدد، قال وكيل الأمين العام إننا نحتاج أيضا إلى التصدي لتغير المناخ وجها لوجه، لأن كل فيضان أو موجة حر أو جفاف أو عاصفة شديدة تترك في أعقابها أزمة إنسانية.

وأشار إلى تأخر اتخاذ إجراءات حاسمة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، مشددا على ضرورة أن نتحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة بسرعة أكبر.

ودعا إلى ضرورة مضاعفة التمويل في سبيل التكيف مع المناخ في الوقت الحالي. قائلا "من غير المقبول ألّا تتلقى الدول الأكثر ضعفا- التي لا تساهم سوى بقدر ضئيل في تغير المناخ - أي أموال خاصة بالمناخ. يجب عكس ذلك. آمل أن يكون مؤتمر الأطراف الثامن والعشرون (COP28) هذا العام نقطة تحول في هذا الصدد".

المصدر: أخبار الأمم المتحدة