صحافة

في ظل معدلات خطيرة لوفيات الأمهات في اليمن.. نازحات تعصف بهن التحديات

post-img

محلية: خاص

تداعيات كثيرة فرضتها الحرب، المستمرة قرابة التسع سنوات، على اليمن. يعيش البلد أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم، ويعاني فيه ملايين النازحات والنازحين وأطفالهم قسوة الحياة في كثير من مخيمات النزوح الممتدة في أجزاء كثيرة من جغرافية البلد المترامية الأطراف والقابع في جنوب غرب الجزيرة العربية. كل ذلك دون بارقة أمل لعودة السلام واستعادة الناس

لحياتهم الطبيعية.  

تشكل النساء والأطفال ثلثا الـ 4.5 مليون نازحة ونازح، غالبيتهم نزح أكثر من مرة أملا في الاستقرار الذي لم توفره، بجدية، الهدن المتكررة ولطالما كانت النساء في اليمن واطالهن أبرز المتضررين من الحرب، لكثير من الأسباب على رأسها النزوح بسبب الاشتباكات والموت من نقص مستوى الخدمات الصحية الأولية والخدمات المنقذة للحياة، التي جعلت معدلات وفيات الأمهات في اليمن هي الاعلى في المنطقة العربية. حسب تأكيدات الأمم المتحدة، في تقرير صدر مؤخرا. فامرأة واحدة تموت، للأسف، كل ساعتين أثناء الولادة وغالباً بأسباب يمكن الوقاية منها كنقص الخدمات الأساسية الضرورية المنفذة للحياة. وهو معدل مرتفع وخطير، كما أعلن صندوق الامم المتحدة للسكان، الذي أشار إلى أن أقل من نصف الولادات تتم بمساعدة فرق طبية محترفة، فيما تتم ثلث الولادات فقط في مرافق صحية.

ووفق الصندوق، تحتاج 5.5 مليون من النساء والفتيات في سن الإنجاب الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية في اليمن، وهذا امر صعب جدا في ظل استمرار الصراع واستمرار حالة النزوح في كثير من محافظات اليمن وبقاء النساء والأطفال والإنسان عموما في اخر اهتمامات أطراف الصراع. رغم أن هناك 12.6 مليون من النساء بحاجة الى خدمات الحماية والصحة الإنجابية المنقذة للحياة، وفقا للصندوق الاممي، وهذا رقم كبير قلما يوجد في الكثير من البلدان التي قد تعاني من الحروب او حالات عدم الاستقرار. ناهيك عن أن 7.1 مليون من النساء في اليمن تحتاج الى وصول عاجل الى خدمات المساعدة للحد من العنف القائم على النوع الاجتماعي، مما يعكس مؤشرات خطيرة عن مستوى التدهور للوضع الإنساني في اليمن بسبب الحرب، التي ساهمت نتائجها في خلق معاناة إضافية وكثيرة نتيجة حالات النزوح التي تعصف بالكثير من النساء النازحات والأسر اليمنية ولمرات عديدة، الأمر الذي جعل 1.5 من النساء الحوامل والمرضعات في اليمن يعانين من سوء التغذية الحاد.

أنهكت الحرب النظام الصحي الوطني في اليمن وخلفت مباني ومعدات مدمرة وعمال صحيين دون أجور. حسب تقرير حديث للصندوق الذي أشار الى أن 93 من المرافق الصحية سوف تضطر لإغلاق أبوابها، إذا لم تتحقق أهداف التمويل اللازم لصندوق الأمم المتحدة للسكان. فحاليا يقدم مرفق صحي فقط من بين كل خمسة مرافق خدمات الرعاية الصحية للأم والطفل.

وبالرغم من انعقاد مؤتمر للمانحين لدعم خطة الاستجابة الانسانية باليمن للعام 2023م قبل ايام ، واحتياج الأمم المتحدة إلى 4.3 مليار دولار لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية، الان ان المؤتمر لم يتعهد سوى بتقديم 1.2 مليار دولار فقط، مما يضاعف حجم التحديات والمخاطر التي تواجهه الأسر اليمنية، لاسيما النازحات والنازحين، على وجه الخصوص، والأطفال أيضا في بلد يحتاج 24 مليون شخص من أصل 31 مليون من سكانه لمساعدات إنسانية، 16 مليون منهم بحاجة لمساعدة منقذة للحياة للعيش يوم آخر، قيما يأمل اليمنيون في تحقيق السلام والعيش بعيدا عن الصراع وبعيدا عن الفقر والعوز والاحتياج للمساعدة.