حوار النازحات

في اليوم العالمي للمرأة.. نساء اليمن نازحات تشردهن الحرب.. واقع مؤلم ومؤشرات مفزعة

post-img

 

محلية - خاص 

 

ما بين شعار الإحتفال باليوم العالمي للمرأة لهذا العام 8 مارس 2023م  (الرقمنة للجميع: الابتكار والتكنولوجيا من أجل المساواة بين الجنسين) وبين واقع النساء في اليمن ثمة فجوة وفارق من الصعب أن يتم التغلب عليه في بلد يعاني منذ تسع سنوات من الحرب ومازالت فيه النساء والنازحات خصوصاً الى اليوم يبحث فيه عن فرصة للنجاة من مخاطر الموت أو فرصة اخرى للحصول على الأمان ورغيف الخبز وقطرة الماء النقية في مخيمات النازحات والنازحين المنتشرة في معظم نواحي اليمن والتي تشكل فيها النساء النازحات قرابة الثلث من إجمالي أربعة ملايين نازحة ونازح يواجهن فيها النساء مخاطر يومية بحثاً عن الأمان والمأوى لتفادي نتائج الحرب التي جعلتهن وفقاً للتقارير الأممية الاكثر تضرراً من مخاطرها..

اما نتائجها وآثارها الكثيرة فهي في مخيمات النازحات والنازحين في اليمن اقسى بكثير من التقارير والمؤشرات التي تذكرها كثير من المنظمات الدولية العاملة أو المهتمة بالمجال الإنساني في اليمن فالواقع مؤلم والمؤشرات مفزعة حسب حديث خاطف مع الصحفية دعاء القادري النازحة من محافظة شبوة منذ سنوات بسبب الحرب فقد قالت لمنصة محلية:

 لم يعد يعني لنا احتفال العالم باليوم العالمي للمرأة الكثير شخصياً لم اتذكر هذا اليوم فالواقع لدينا في اليمن قاسي جداً والتحديات التي تواجه النساء كثيرة ومعقدة.. الحرب فرضت معادلة جديدة بشكل مفاجئ وكثير من النساء والأسر فقدت عائلها وتشردت ملايين الاسر  واغلبهن من النساء واطفالهن في مخيمات النزوح التي يفتقر معظمها لابسط مقومات الحياة ناهيك عن أن هذه المخيمات بعيدة جدا عن موطن الأسر النازحة الأساسي ولا يتوفر في معظمها أي خدمات صحية او أولية ولا تعليمية للاطفال ولا غذاء مناسب ولا خدمات الحماية الاجتماعية..

لا شيء سوى معاناة يومية ابرز ضحاياها تدفعه النساء والفتيات النازحات خصوصاً.. وبالرغم من عملي الصحفي إلا اني لم افكر في كتابة اي مادة صحفية حول مناسبة اليوم العالمي للمرأة ولم اتنبه حقيقة للمناسبة لان واقع المعاناة اليومية لم يسمح لي بتذكر هذه المناسبة فالامل في تحقيق السلام مازال صعب المنال.

العمل من أجل حياة أفضل:

اما م/ نهواند فيصل كليب.. منسقة مشروع حوار السلام والعمل الإنساني للنساء والفتيات النازحات.. اتحاد نساء اليمن/ عدن: فقد أشارت في حديثها لمنصة "محلية" إلى ان ثمة تحديات  فرضتها الحرب على النساء والفتيات النازحات في اليمن كما استعرضت واقع النساء النازحات والصعوبات التي تواجهن بنوع من التفاءل في اليوم العالمي للمرأة..

 

حيث قالت: حضيت المرأة في بلادنا بنصيب جيد من العدالة الاجتماعية والمساواة في بعض النواحي إلا أنها لا تزال تنتهك حقوقها في جوانب أخرى خاصة مع واقعهن المفروض في مجتمع ذكوري ومنها الإجبار على الزواج المبكر وقيامها بالعمل بدل عن الرجل في بعض المهن الشاقة ومنها الزراعة في بعض المناطق.

وهنا برز دور اتحاد نساء اليمن الذي كان الرائد في الجزيرة العربية والذي تأسس منذ الستينات من القرن الماضي والذي تمثله كوكبة من الرائدات والناشطات والمبدعات كلاً في مجالها وخبرتها حيث عمل على تجسيد دور المرأة وتوصيل صوتها ومساندتها في جوانب عديدة وساهم في ذلك وجود بعض المشاريع التي ركزت على الاهتمام بالمرأة في تنمية قدراتها وتطويرها وحتى تمكينها للقيام بمشروعها الخاص الذي به استطاعت أن تعول أسرتها..

كما ساهم أيضاً في مشاريع تعزيز وحماية المرأة سواء كانت مقيمه أو نازحة ومنها ما حمله مشروع حوار السلام والعمل الإنساني للنساء والفتيات النازحات من مسؤوليات في توصيل معاناة واحتياجات هذه الفئة للعالم من خلال منصة "محلية".

وأضافت حول أهداف الاتحاد لهذا العام بالقول: نطمح في هذا العام إلى زيادة المشاريع التي تهتم بأمور المرأة واحتياجاتها وطموحاتها.

إنجازات النساء:

منذ سنوات طويلة أصبح الاحتفال باليوم العالمي للمرأة موعداً للاحتفال بإنجازات المرأة في المجتمع وفي المجالات السياسية والاقتصادية ومناسبة أيضاً يسعى العالم من خلالها لنشر الوعي حول حق المساواة بين الرجال والنساء.

وعلى مدى السنوات الـ75 الماضية، تحققت العديد من الإنجازات البارزة في مجال حقوق المرأة منذ اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وفق الأمم المتحدة إلا ان الصراعات والحروب الأمية والموروثات الاجتماعية مازالت العوائق التي لم يتم التغلب عليها حتى اليوم..

فاليوم العالمي للمرأة الذي يوافق الـ8 من مارس/آذار من كل عام والذي يحتفل به العالم  يمثل فرصة لتسليط الضوء على الدور المهم والجوهري للنساء والمشكلات والتحديات التي تواجههن أيضاً وهو يوم عالمي يتم الاحتفال به سنويًا كنقطة محورية في حركة حقوق المرأة، لجذب الانتباه إلى قضايا مثل المساواة بين الجنسين، والحقوق الإنجابية، والعنف والإساءة ضد النساء..

وهي تحديات مازالت ماثلة على المستوى العالمي ولكنها اكثر وضوحاً وتشعباً وتعقيداً في اليمن تحديداً لاسيما مع الحرب المستمرة الى اليوم.

الانتصار للحقوق:

أما مسألة معركة العالم من اجل تحقيق العدالة والمساواة بين المرأة والرجل هي الاخرى معركة مستمرة مازال التفاءل ضئلاً فيها للانتصار فيها لحقوق النساء وهذا ما عبر عنه قبل يومين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس خلال أعمال الدورة السابعة والستين للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة.. عندما عبّر عن أسفه لكون المساواة بين النساء والرجال في العالم هدفاً بعيد المنال"، متوقّعاً تعذّر تحقيقه قبل "300 عام على أقرب تقدير..

وعندما أشار أيضاً الى أنه في إطار هذه الظروف يبتعد تحقيق المساواة بين الجنسين أكثر وأكثر

مشدداً على أن التقدم الذي تحقق خلال عقود يتلاشى أمام أعيننا وأنه في الكثير من الأماكن، تتراجع حقوق النساء الجنسية والإنجابية في بعض الدول وتتعرض الفتيات الملتحقات بالمدارس للاختطاف والاعتداء في دول أخرى وتقع النساء الضعيفات فريسة للشرطة التي أقسمت على حمايتهن.

 أيضاً أكد غوتيريس خلال أعمال الدورة السابعة والستين للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة

 وجوب التصدي للنظام الذكوري قائلاً: "أنا هنا لأؤكد بقوة ووضوح أن الأمم المتحدة تقف في كل مكان إلى جانب النساء والفتيات..

اما الأمم المتحدة فقد شددت خلال انعقاد الدورة على ضرورة حماية حقوق النساء والفتيات بكل تنوعهن في الفضاء الرقمية والتصدي بشكل جماعي للخطابات المناهضة للحقوق والنوع الاجتماعي، التي تستخدمها مجموعات لتضليل المجتمعات وتقويض النهوض بحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين انطلاقاً من شعار الإحتفال باليوم العالمي للمرأة لهذا العام الرقمنة للجميع: الابتكار والتكنولوجيا من أجل المساواة بين الجنسين)..

هذا الشعار الذي لا تعرفة حتى معظم النساء والفتيات النازحات في اليمن لانهن يكافحن للبقاء والعيش وسط مخاطر يومية في مخيمات النزوح.. ومع احتفال العالم باليوم العالمي للمرأة هذا اليوم.. لا يزال اليمن يحتل أدنى المستويات في مؤشر عدم المساواة بين النساء والرجال.

 فيما يؤكد ميثاق الأمم المتحدة  الالتزام بحقوق الإنسان، وبكرامة الفرد، وبتساوي النساء والرجال في الحقوق ويعتبر التمييز ضد النساء انتهاكاً لمبدأي المساواة في الحقوق واحترام كرامة الإنسان كما أن عدم مشاركة النساء، على (قدم المساواة) مع الرجال، في حياة بلدهما السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، يزيد من صعوبة التنمية الكاملة وهو ما يتجسد فعلياً في اليمن التي غابت عنها مشاركة النساء في التنمية فلم يتحقق اي شكل من أشكال التنمية بمفهومها الشامل وتضاءلت فرص السلام فالتنمية التامة والكاملة لأي بلد، وقضية السلم، تتطلب مشاركة النساء على (قدم المساواة) مع الرجال في جميع الميادين وهو ما يجب ان يدركه صناع القرار وكل افراد المجتمع فالتنكر للمساواة في الحقوق والحقّ في الكرامة وفي الاختيار، لا تقوّض حقوق النساء فحسب بل أيضًا حقوق الإنسان للجميع.

فعلينا أن نحمي حقوق النساء والفتيات في الفضاءات الرقمية والتصدي بشكل جماعي للخطابات المناهضة للحقوق والنوع الاجتماعي من أجل حياة كريمة تسودها العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص جميع مكونات المجتمع

وهذا ما اجتمع من أجله آلاف المشاركين في الدورة السابعة والستين للجنة وضع المرأة التي تستمر حتى السابع عشر من الشهر الجاري.

 والتي تعد أكبر تجمع سنوي بالأمم المتحدة حول المساواة بين الجنسين وتمكين النساء حيث تركز اللجنة هذا العام على الابتكار والتغيير التكنولوجي والتعليم في العصر الرقمي لتعزيز العمل لسد الفجوات بين الجنسين.

 

Poster1 Poster2  Poster3                  image