أكدت دراسة حديثة صادرة عن المركز اليمني للسياسات في ألمانيا، أن الهدنة الأخيرة في اليمن والتي استمرت ستة أشهر، بين أبريل وسبتمبر 2022، تعتبر أعظم إنجاز حتى الآن لعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.
وأشارت الدراسة البحثية التي أعدها الباحثان مرايكا ترانسفيلد وأحمد الشرجبي" إلى أنه وفي الوقت الذي يحتفي المجتمع الدولي بالهدنة في البلاد، إلا أنّ العديد من اليمنيين لا يرون أن هذه الهدنة ناجحة. مؤكدة أنه وعلى الرغم من الاحتفاء ببعض إنجازات الهدنة، مثل: إعادة فتح مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات التجارية في أبريل 2022، فإن مشاعر الإحباط لا تزال تنتاب اليمنيين، بشكلٍ عامٍّ، حتى الآن.
الدراسة حملت عنوان: "كي يكون للجولة الجديدة من الهدنة في اليمن تأثيرها الإيجابي على المجتمع المحلي فلا بد من تواصل فعّال". وأكد الباحثان فيها أن توقعات الهدنة لم تتوافق بأن تؤدي إلى عملية سياسية، وإلى حالة من التفاوض على تسوية سياسية. خصوصا في ظل الخروقات بالجبهات المختلفة، رغم التزام التحالف بشن أية غارات جوية. وأيضا فشل المحادثات المنعقدة في عمان في التوصل إلى اتفاقٍ بخصوص محاور التفاوض الأساسية؛ ومنها فتح طريق الحوبان في تعز.
وأوضحت الدراسة: "لم يتحسَّن واقع الحياة بالنسبة لمعظم اليمنيين بشكلٍ كبيرٍ خلال فترة الهدنة؛ فالكثيرُ من اليمنيين لا يزالون يعانون ليس فقط من استمرار، بل وزيادة القيود المفروضة على حركتهم، وكذلك من الارتفاع الكبير في أسعار السلع والخدمات الضرورية للحياة اليومية. كما أدى التقليص الملحوظ في التمويلات الخاصة بالمنظمات الإنسانية الدولية إلى تخفيض الدعم للفئات المجتمعية الأكثر احتياجا خلال هذه الفترة".
،كما ظلَّ نقل البضائع صعبًا بسبب استمرار إغلاق الطرق، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية دوليا بسبب الحرب في أوكرانيا.
وأكدت الدراسة أن الألغام الأرضية لا تزال تنتشر في مناطق الجبهات القتالية، خصوصا في محافظة الحديدة، وهو الأمر المتسبب في وقوع أعلى نسبة من ضحايا الألغام الأرضية على مستوى جميع المحافظات خلال فترة الهدنة. مضيفة: كان من الممكن تعزيز الأثر الإيجابي للهدنة في الأجزاء الجنوبية من الحديدة بجهود إزالة الألغام الأرضية وإدراج الدعم الإنساني الدولي. غير أننا نجد أن النازحين من هذه المناطق لم يستفيدوا من فترة الهدنة للعودة، ليس بسبب وجود الألغام الأرضية فقط، ولكن، أيضًا، بسبب نقص الخدمات في هذه المناطق. يضاف إلى ذلك ارتفاع أسعار السلع وارتفاع حجم الدمار، حيث لا يمكن للسكان العودة من دون المساعدات الإنسانية.
وحول الإستعداد لهدنة أخرى، أكدت الدراسة على أن يتولى المجتمع الدولي دعم الشبكات المحلية، مع التحلي بدرجة عالية من الحذر تجاة مواقف الأطراف اليمنية
كما يجب على المجتمع الدولي دعم جهود التواصل من أجل السماح بجمع المعلومات حول الآثار الإيجابية للهدنة وفرص بناء السلام المحلي، وكذا دعم حملات التواصل العامة، التي من شأنها ضمان التأييد المحلي للهدنة.
المصدر: نيوزيمن وكالات