4.3 مليارات دولار متطلبات خطة الاستجابة الإنسانية للوصول إلى 17.3 مليونا يمني
اليمن واقع الحرب.. ومسارات بناء السلام
تقرير_خاص
مازالت الحرب ونتائجها الكارثية أهم المؤثرين في مسار الوضع الإنساني في اليمن الذي يعاني فيه أغلب السكان، لاسيما النازحات والنازحين تحديدا.
صعوبات في مختلف نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والصحية ونقص حتى في الخدمات الأساسية الضرورية المنفذة للحياة، ومنها المياه النقية التي بات ملايين اليمنيين والنازحات والنازحين يحتاجونها في مخيمات النزوح وفي كثير من القرى والتجمعات السكانية في معظم المحافظات اليمنية التي باتت مهددة بالأوبئة، ايضا نتيجة انعدام خدمات الإصحاح البيئي.
يحدث كل ذلك دون أي تدخلات جادة للتخفيف من معاناة اليمنيين، باستثناء جهود استجابة محدودة، غير قادرة على توفير كافة الاحتياجات الإنسانية في ظل الحرب، مما يفاقم الأوضاع الإنسانية يوما بعد يوم، لتظل اليمن الأولى عالميا من حيث سوء الوضع الإنساني، إذ تعاني من أسوأ أزمة إنسانية، حسب تصنيفات ومؤشرات الأمم المتحدة.
هذا الأمر بات واضحا من خلال إعلان الأمم المتحدة أمس الأول عن حاجتها إلى 4.3 مليارات دولار لمساعدة أكثر من 17.3 مليون شخص في اليمن خلال العام الجاري ما يعكس الاحتياج الضروري للمزيد من العمل للتخفيف من آثار الحرب وبناء السلام في هذا البلد.
ولنازحات والنازحين أهم المتأثرين من هذا الواقع القاسي والمخيف الذي جعلهم، ناهيك عن معاناة النزوح التي يعانون منها، الأكثر ضعفا واحتياجا للدعم الإنساني العاجل، وهو ما ركزت علية الأمم المتحدة عند إعلانها عن خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن هذا العام، وأكدت أن الخطة ستدعم النازحين داخليا وأولئك الذين يحاولون العودة إلى ديارهم والمهمشين، وثلاث فئات من ذوي الإعاقة والمهاجرين واللاجئين.
برزت، أيضا، قضية انعدام الخدمات الأساسية والضرورية، لاسيما صعوبة الوصول للمياه النقية كتحدي آخر يواجه السكان والنازحات والنازحين وهو ما ذكرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف اليوم وتأكيدها في بيان لمكتبها في اليمن أن قرابة 16 مليون شخص في اليمن بحاجة ماسة إلى المساعدة للوصول إلى خدمات المياه والإصحاح البيئي. مضيفة أن فرص الوصول لماء صحي في اليمن تضاءلت بسبب الحرب المستمرة والنزوح الجماعي وتفشي الأوبئة والكوارث الطبيعية وإشارتها إلى أن حوالي ثلث اليمنيين فقط مرتبطون بشبكة مياه عبر الأنابيب والبقية يعانون من قصور واحتياج ضروري للمياه النقية وخدمات الاصحاح البيئي المفقودة في معظم مخيمات النزوح.
ومع تواصل جهود المجتمع المدني في اليمن تبقى كل الجهود محدودة وغير قادرة على تلبية الاحتياجات الإنسانية بشكل كامل، في ظل غياب تسوية سياسية شاملة تساهم في ارساء السلام وبناء الإنسان وعودة النازحات والنازحين الى منازلهم ليستأنفوا حياتهم من جديد ويشاركوا في بناء مجتمعاتهم ومستقبلهم في ظل سلام دائم.